نام کتاب : الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة نویسنده : الشيخ حرّ العاملي جلد : 1 صفحه : 412
الثالثة : ما ورد في بعض أحاديث التلقين ـ عند
وضع الميّت في القبر ـ أنّه ينبغي أن يقال له : هذا أوّل يوم من أيّام الآخرة ،
وآخر يوم من أيّام الدنيا. فهذا يدلّ على نفي الرجعة.
والجواب أوّلاً :
إنّ الرجعة غير عامّة لكلّ أحد ، وإنّما ينبغي تلقين الميّت [١] بذلك ، لعدم العلم بأنّه من أهل الرجعة
قطعاً ، والأصل عدم كونه منهم إلى [٢]
أن يتحقّق ويثبت.
وثانياً
: إنّ الرجعة واسطة بين الدنيا والآخرة ،
فيجوز أن يطلق عليها كلّ واحد منهما ، وقد عرفت إطلاق أهل اللغة إسم الدنيا عليها
، ورأيت الأحاديث التي تفيد إطلاق كلّ واحد من اللفظين عليها باعتبارين ، وتقدّم
حديث صريح في إطلاق اسم الآخرة عليها.
وثالثاً
: إنّ أهل الرجعة يحتمل كونهم غير مكلّفين ، والمراد بالدنيا في حديث التلقين دار
التكليف كما يفهم منه بالقرينة [٣].
ورابعاً
: إنّ الحياة الاُولى بالنسبة إلى الثانية يجوز أن يطلق عليها اسم الدنيا بحسب وضع
اللغة ، بأن تكون وضعت للاُولى خاصّة ، إمّا من الدنو أو من الدناءة ، ويكون
إطلاقها على الحياة الثانية محتاجاً إلى القرينة ; لأنّه إنّما يصدق عليها ذلك
المعنى بالنسبة إلى القيامة الكبرى لا مطلقاً.
وخامساً
: إنّ الحديث المشار إليه غير متواتر ،
فلا يقاوم أحاديث الرجعة وأدلّتها لو كان صريحاً في المعارضة [٤] ، فكيف واحتمالاته كثيرة.