نام کتاب : الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة نویسنده : الشيخ حرّ العاملي جلد : 1 صفحه : 241
إليك تبقى أو تعود؟
قال : بل أعود يا روح الله ، إنّي لأجد لذعة الموت في جوفي إلى يومي هذا » [١].
أقول :
والأحاديث في هذا المعنى وغيره من المعاني السابقة كثيرة ، وقد ظهر من هذا الباب
والذي قبله أنّ الرجعة قد وقعت في هذه الاُمّة للرعية وأهل العصمة في الجملة [٢] ، فيزول [٣] استبعاد الرجعة الموعود بها.
فإن
قيل : لعلّ هذه هي الرجعة الموعود بها ،
والتي يحصل بها مساواة أحوال هذه الاُمّة لأحوال الاُمم السابقة ، كما تضمّنه
الباب الرابع.
قلت
: هذا خيال باطل من وجوه :
أحدها
: إنّ هذه رجعة ضعيفة لا يكاد يعتدّ بها ، بل بعضها ليس برجعة حقيقيّة ، ولهذا
قلنا في سائر المواضع : إنّها رجعة في الجملة ، فهي غير الرجعة الموعود بها فيما
مضى ويأتي.
وثانيها
: إنّك لا تجد في شيء من أحاديث البابين
أنّ أحداً منهم رجع إلى الدنيا وعاش فيها زماناً طويلاً إلا نادراً ، والنادر لا
حكم له ، فكيف تصدق المشابهة وحذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة؟.
وثالثها
: إنّ هذه الوقائع أفراد معدودة في مدد [٤]
متطاولة ، فكيف تساوى أو تقارب تلك الرجعات العظيمة الهائلة [٥] ، التي رجع في بعضها خمسة وثلاثون
ألفاً ، وفي بعضها سبعون ألفاً ، وفي بعضها جميع بني إسرائيل ، وفي بعضها سبعون
ألف بيت. إلى غير ذلك ممّا مضى ، فلابدّ من الحكم بالمغايرة.
[١] قصص الأنبياء :
٢٦٩ / ٣١٠. وإلى هنا ينتهي ما سقط من « ك ».