نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 4 صفحه : 98
و غير ذلك من القرائن التي استقصاها شيخنا المتتبع في غديره [1].
حديث الغدير ورجلات الأدب
شاء المولى سبحانه أن يبقى حديث الغدير على مرّ العصور والأيام، حجةً على المسلمين في التعرّف على مستقرّ الولاية الكبرى بعد النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، فقيّض المولى سبحانه، رجالات الأدب، وأساتذة الشعر، فنظموا تلك المأثرة النبوية الخالدة، وصبّوها في قوالب أشعارهم، وقرائضهم، فترى أنّهم ـ وهم أساتذة اللغة وبواقع الأدب ـ يعبّرون عنه بكلمات صريحة في الإمامة، أو الخلافة. وقبل كل شاهد نذكر بيت الإمام أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ حيث قال:
و أوجب لي ولايته عليكم * رسول الله يومَ غدير خمّ
ثم بعده حسان بن ثابت، الصحابي العظيم، يقول:
و عَليّ إمُامنا وإمامٌ * لسوانا أتى به التنزيل
يوم قال النبيُّ من كنتُ مولاه * فهذا مولاهُ خطب جليل
ومنهم داهية العرب، في قصيدته المعروفة بـ «الجلجلية»، يقول فيها معترضاً على معاوية:
وكم قد سمعنا من المصطفى * و صايا مخصصة في علي
و في يوم خمّ رقى منبراً * و بلّغ والصحب لم ترحل
فامنحه إمرة المؤمنين * من الله مستخلف المنحل
و غيرهم من الشعراء الذين يحتجّ بقولهم في الأدب واللغة، ككميت بن زيد الأسدي المتوفى عام 126 هـ ، والعبدي الكوفي من شعراء القرن الثاني، وشيخ