responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 85

فمن كنت مولاه فهذا وليّه * فكونوا له أتباع صدق مواِليا

هناك دعى اللّهم وال وليّه * و كن للذي عادى عليّا معاديا

فلمّا سمع النبي أبياته قال: «لا تزال ياحسّان مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك» [1].

هذا مجمل الحديث، في واقعة الغدير، وقد أصفقت الأمّة على نقله، فلا نجد حديثاً يبلغ درجته في التواتر والتضافر، ولا في الإهتمام نظماً ونثراً.

و الإحتجاج به على إمامة عليٍّ ـ عليه السَّلام ـ يتحقق ببيان الأُمور التالية:

الأمر الأول: البلاغ الرسمي للولاية

إنّ النبي الأكرم أشاد بولاية علي ووصايته، في حديث يوم الدار، في مجتمع محدود، لا يربو عددهم الأربعين. كما أشاد بخلافته عند توجّهه إلى تبوك أمام جماعة من الصحابة والمهاجرين، وكان هذا وذاك، وغيرهما ممّا صدر منه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، في ظروف مختلفة، حول ولاية الإمام، تهيئة للأذهان، للإعلان الرسمي لهذه الولاية أمام الجموع الهائلة، ليقف عليها القريب والبعيد، والحاضر والبادي، فقام بإبلاغ ذلك في ذلك المحتشد العظيم، وأخذ منهم الإقرار والإعتراف، وهنّأ الصحابة عليّاً ـ عليه السَّلام ـ ، بهذه المكرمة الإلهية، فكان هذا إعلاناً رسمياً، للأمّة جمعاء، لا يصحّ لأحد إنكاره، والتغاضي عنه. وسيوافيك دلالة الحديث بوجه واضح لا يدع لقائل كلمة، ولا لمجادل شبهة.

* * *


[1] هذا من أعلام النبوة، فقد علم أنّه سوف ينحرف عن إمام الهدى في أخريات أيّامه، فعلق دعاءه على ظرف استمراره في نصرته. وقد نقل هذه الأبيات عن حسان بن ثابت عدّة من أعلام المؤرخين والمحدّثن، وإن حذف من ديوانه، فحرّفت الكلم عن مواضعها، ولعب بديوانه كما لعب بكثير من الدواوين، كديوان الفرزدق، وديوان كميت، وديوان أبي فراس، وديوان كشاجم، التي حذفت منها ما يرجع إلى مدح أهل البيت ورثائهم.
لاحظ الغدير، ج 2، ص 34 ـ 42.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست