responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 66

الأمر العاشر

تصوّر النبي الأكرم للقيادة بعده

إنّ الكلمات المأثورة عن الرسول الأكرم، تدلّ على أنّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان يعتبر أمر القيادة بعده، مسألة إلهية، وحقاً خاصّاً لله جلّ جلاله، فالله سبحانه هو الذي له أن يعين القائد، وينصب خليفة الرسول، ولا نجد في كل ما نقل عن النبي ما يدلّ على إرجاء الأمر إلى تشاور الأمّة، أو اختيار أهل الحلّ والعقد، أو بيعد الصحابة الحاضرين، أو غير ذلك ويكفي في ذلك الشاهدين التاليين:

1ـ لما دعا الرسول الأكرم بني عامر الإسلام وقد جاؤوا في موسم الحج إلى مكة، قال رئيسهم: «أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك»؟.

فقال النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : «الأمر إلى الله، يضعه حيث يشاء» [1].

فلو كان أمر الخلافة بيد الأمّة، لكان على النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أن يقول: الأمر إلى الأمّة، أو إلى أهل الحلّ والعقد، أو ما يشابه ذلك. فتفويض الأمر إلى الله سبحانه، ظاهر في كونها كالنبوة، يضعها سبحانه حيث يشاء، قال تعالى: (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)[2]. فاللّسان في الموردين واحدٌ.


[1] السيرة النبوية، لابن هشام، ج 2، ص 424.

[2] سورة الأنعام، الآية 124.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست