responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 49

الثاني ـ الحياة القبلية تمنع من الإتفاق على قائد

من أبرز ما كان يتميز به المجتمع العربي في حياة النبي الأكرم، هو حياة النظام القبلي، والتقسيمات العشائرية التي كانت تحتل ـ في ذلك المجتمع ـ مكانة كبرى.

وقد كان للقبيلة أكبر الدور في الحياة العربية قبل الإسلام وبعده، وعلى أساسها كانت تدور المفاخرات، وتنشد القصائد، وتبنى الأمجاد، كما كانت هي منشأ أكثر الحروب وأغبل المنازعات.

إنّ التاريخ يشهد لنا كيف كاد التنازع القبلي في قضية بناء الكعبة المشرّفة، ووضع الحجر الأسود في موضعه أيام الجاهلية، أن يؤدي إلى الإختلاف، فالصراع الدموي، والإقتتال المرير، لولا تدخل النبي الأكرم [1].

و قد سعى النبي الأكرم، سعياً حثيثاً، لمحو الروح القبلية، واذابة الفوارق العشائرية، وجمع تلك المتشتتات في بوتقة الإيمان الموحّد، ولكن لم يكن من الممكن أن ينقلب النظام القبلي فخراً، سوى التعرّف والتعريف [2].

و الشواهد على تغلغل العصبيات القبلية في نفوس أكثر الصحابة، كثيرة، ويكفي في ذلك ما ورد في غزوة بني المصطلق، حيث تنازع مهاجري مع أنصاريٍّ، فصرخ الأنصاري: «يا معشر الأنصار»، وصرخ الآخر: «يا معشر المهاجرين». ولمّا سمع النبي هذه الكلمات قال: «دعوها فإنّها دعوىً منتنة».

ولو لا قيادته الحكيمة، لخضّب وجه الأرض بدماء المسلمين من المهاجرين والأنصار [3].

و ما نقله ابن هشام من أن شعث بن قيس، وكان شيخاً من اليهود، مرّ


[1] قد ذكر نا هذه القضية فيما تقدم.

[2] إشارة إلى قوله سبحانه: (وَ جَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) (سورة الحجرات: الآية 13)

[3] صحيح البخاري، ج 5، ص 119، باب غزوة بني المصطلق.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست