نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 4 صفحه : 387
أسئلة المعاد
(2)
ما هو المحشور من الأبدان المتعدد؟
أثبت العلم أنّ بدن الانسان و خلاياه في مهب التغيّر والتبدل، و انّه يأخذ لنفسه في كل عشرة أعوام بدناً، فلو عاش انسان ثمانين سنة، فانّه سيكون له ثمانية أبدان، و من المعلوم أنّ الاطاعة و العصيان يقعان في جميع فترات عمر الانسان، و الجزاء و الثواب على مجموع الأعمال. و عندئذ يتساءل هل المحشور جميع أطوار بدن الانسان الواحد، فهو غير معقول، أو واحد من هذه الأبدان، و هو يستلزم نقض قانون الجزاء و الثواب، و أن يكون بدن واحد حاملا لأوزار الأبدان الأُخر.
والجواب:
انّ هذا السؤال نابع من إنكار الروح و الاعتقاد بأصالة المادة و أمّا على ما ذكرنا من أنّ البدن ليس إلاّ أداة لتنعيم الإنسان و تعذيبه، و أن الأمور الروحية من الفرح و الحزن و اللذة و الألم، كلها أمور مربوطة بالروح، و يتوصل إليها الروح بالبدن و الاجهزة الظاهرية، فالنغمة الملذة، انما يصل إليها الانسان من طريق الجهاز السمعي، فانه آلة، و الملتذ هو الروح، و المناظر الخلابة انما تصل إليها النفس عن الطريق العين، و هكذا سائر اللذات، و الآلام الروحية، و على ذلك فالحافظ للعدالة هو أن ترد اللذة و الألم على روح واحدة، من غير فرق بين الأبدان.
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 4 صفحه : 387