و قوله: (لإخوانهم)، يدل على أنّهم لم يكونوامؤمنين بل كانوا منافقين. و يصرّح به قوله: (أولئك لم يؤمنوا)و على ذلك فيرجع النفاق الى عامل الكفر و عدم الايمان، و ليس سبباً مستقلا.
هذه هي أبرز أسباب الاحباط في الذكر الحكيم، و قد عرفت إمكان ادغام البعض في البعض و على كل تقدير فالاحباط هنا هو بطلان أثر المقتضى، لا إبطال أثر ثابت بالفعل، كما تقدم.
* * *
ثانياً: التكفير
التكفير هو إسقاط ذنوب المعاصي المتقدمة بثواب الطاعات المتأخرة، و هو لا يعدّ ظلماً، لأن العقاب حق للمولى، و إسقاط الحق ليس ظلماً بل إحسان، و قد عرفت أنّ خُلْف الوعيد ليس بقبيح و انما القبيح خلف الوعد. فلأجل ذلك لا حاجة الى تقييد استحقاق العقاب أو استمرار استحقاقه، بعدم تعقّب الطاعات. بل الاستحقاق و استمراره ثابتان، غير أنّ المولى سبحانه، تفضّلا منه، عفا عن عبده لفعله الطاعات.