نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 4 صفحه : 357
الأمر الثامن: هل يجوز طلب الشفاعة؟
قد تعرفت على أنّ أصل الشفاعة أمر مفروغ منه، و أنّ المخلصين من عباده يشفعون يوم القيامة بعد اذنه و ارتضائه، لكن يقع الكلام في جواز طلب الشفاعة من الأولياء في هذه النشأة. فذهب ابن تيمية و تبعه محمد بن عبدالوهاب ـ مخالفين الأمة الاسلامية جمعاء ـ الى انّه لا يجوز طلب الشفاعة من الأولياء في هذه النشأة و لا يجوز للمؤمن إلاّ أن يقول: اللّهم شفّع نبيّنا محمداً فينا يوم القيام، ولا يجوز ان يقول: يا رسول اللّه، اشفع لي يوم القيامة.
و استدلا على ذلك بوجوه لابأس بذكرها و الاجابة عنها على وجه الاجمال.
الوجه الأوّل: انّه من أقسام الشرك، أي الشرك بالعبادة، والقائل بهذا الكلام، يعبد الولي. [1]
و الجواب، إما نقضاً
فبأنّه لو كان طلب الشفاعة في هذه النشأة من الأنبياء و الأولياء شركاً، لوجب أن لا يكون هناك فرق بين حياتهم و مماتهم، مع أنّ القرآن يدعو المؤمنين إلى أن يلجأوا الى حضرة الرسول في حال حياته و يطلبوا منه أن يستغفر لهم، يقول سبحانه: (وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً)[2]. و ليس طلب الاستغفار من النبي إلاّ طلباً للشفاعة، إذ ليس معنى قولنا: يا رسول اللّه إشفع لنا عند اللّه، إلاّ أدع لنا عند ربك بالخير و المغفرة