responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 350

فيلاحظ عليه : انّ الآيتين راجعتان الى الكفار فالآية الأُولى ناظرة إلى نفي الشفاعة التّي كان اليهود يتبنونها كما هو صريح سياقها و الآية الثانية ناظرة الى نفي الشفاعة الّتي كان المشركون يرجونها من معبوداتهم يقول سبحانه: (قَالُوا وَ هُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ * تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلاَل مُبِين * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَ مَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ * فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَ لاَ صَدِيق حَمِيم)[1].

و قال سبحانه ـ حاكياً قول المجرمين في سقر - : (وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)[2].

* * *

الأمر السابع : الإشكالات المثارة حول الشفاعة

هناك إشكالات مثارة حول الشفاعة ناشئة من قياس الشفاعة الواردة في الشريعة الاسلامية بالشفاعة الرائجة بين الناس و لو عرف المستشكلون الاختلاف الماهوي بين الشفاعتين، لما اجترأوا على إلقاء هذه الشبهات.

* الاشكال الأوّل:

إنّ جميع المعاصي تشترك في هدم الحدود والجرأة على المولى فأي معنى لشمول الشفاعة لبعض ألوان الجرائم و المعاصي دون البعض الآخر؟

و الجواب:

إنّ للجرم مراتب، كما ان المجرمين على درجات من النفسانيات و الروحيات فلا يستوي من أحرق منديل أحد عدواناً بمن أحرق مصنعاً كبيراً له و فرق بين شاب ينظر الى المرأة الأجنبية نظراً ممزوجاً بالسوء، و آخر يعتدي


[1] سورة الشعراء: الآيات 96 - 101 .

[2] سورة المدثر: الآيات 46 - 48 .

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست