responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 332

و جرأة على المولى، و أما من ترك شرب الخمر لا بهذا الاعتقاد بل لأجل صيانة بدنه عن مضارها، فلا تكون توبة منه الى اللّه. انما الكلام اذا تاب عن عمله لأجل الخوف من عقابه سبحانه، فقد ذهب المحقق الطوسى و تبعه العلامة الحلّي، الى انّه لو كانت الغاية من التوبة هي الخوف من النار بحيث لو لا خوف النار لم يتب، فلا يصدق عليها أنّها توبة. قال العلامة الحلي: «فان كانت التوبة خوفاً من النار أو من فوات الجنة ـ لم تصح توبته، و هذا نظير ما لو اعتذر المسيء الى المظلوم لا لأجل إساءته بل لخوفه من عقوبة السلطان، فان العقلاء لا يقبلون عذره». [1]

يلاحظ عليه: انّ التكاليف الإلهية متوجهة الى عموم الناس، من غير فرق بين التكليف بالصلاة و الصوم أو التكليف بالتوبة أ و من المعلوم أنّ الاكثرية الساحقة لا يقومون بالفعل لحسنه بالذات. و لا يتركونه لكونه قبيحاً كذلك، بل الفعل و الترك يقومان على أساس الرغب والرهب، و الطمع بالجنّة و الخوف من النار. و على ذلك فالآيات الواردة حول التوبة المقترنة بالثواب تارة و الخلاص من النار أخرى، تعرب عن أنّ التوبة اذا حصلت لاحدى هاتين الغايتين، كفى ذلك في سقوط العقاب، يقول سبحانه ـ حاكياً قول هود ـ عليه السَّلام ـ ـ : (وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُم مِدْرَاراً)[2].

و يقول تعالى: ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَتاعاً حَسَناً إِلَى أَجَل مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْل فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْم كَبِير)[3].

و في الدعاء الّذي علمه علي ـ عليه السَّلام ـ كميل بن زياد إيعاز إلى ذلك: يقول: «اللّهم اغفر لي الذنوب التّي تهتك العصم، اللّهم اغفر لي


[1] كشف المراد، ص 246، ط صيدا، بتصرف.

[2] سورة هود: الآية 52.

[3] سورة هود: الآية 3 .

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست