نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 4 صفحه : 305
لنفوس الدواب و الأنعام و أصلاً عظيماً للجسمانية و الاخلاد إلى الأجساد. فلو تعلقت هذه النفس ـ بهذه الخصوصية ـ بالانسان، لوجب أن تنحط درجة إلى نوع نازل من الحيوان المناسب لهذه السجايا و الغرائز. فاذا كان مقتضى الشهوة الغالبة أو الغضب الغالب، شقاء النفس و نزولها إلى مراتب الحيوانات الصامتة، التّي كمالها في كمال إحدى هاتين القوتين، فيمتنع أن يكون وجود هاتين القوتين و أفعالهما منشأ لارتفاع النفوس من درجتها البهيمية و السبعية إلى درجة الانسان الّذي كمال نفسه كسر هاتين القوتين. فتعلق النفس الحيوانية بما لها من الخصوصيات و الغرائز بالانسان، لا يرفعه بل ينزله إلى درجة تناسب درجة الحيوانات.[1]
و على الجملة فالنفس الحيوانية متشخصة بغرائز خاصة هي التمايلات الشهوية و السبعية و الاخلاد الى الأرض و المادة، فكيف يمكن أن تكون مثل هذه أساساً لتكامل الانسان و تعاليه، الّذي لا يتحقق له التكامل إلا بتحطيم هذه الغرائز و كسر ثورتها فإن هذا أشبه بجعل وجود الضد شرطاً لوجود ضد آخر.
نعم، هذا الاشكال انما يتصور في التكامل الصعودي المنفصل المراتب و الدرجات دون متصلها كما في تكامل الانسان في رحم أمه من الجمادية الى النفس الانسانية، في ظل صور متوالية متتالية دون أن يقع بينها انفصال.
و على كل تقدير فهذا القسم من التناسخ باطل في نفسه، و ان كان لا يصادم القول بالمعاد و حشر الانسان في النشأة الأُخرى، بخلاف القسمين السابقين، فان الاول منهما على طرف النقيض من المعاد مطلقاً و القسم الثاني على طرف النقيض منه في مورد غير الكاملين من النفوس الانسانية.
* * * * *
تحليل جامع للقول بالتناسخ
قد تعرفت على اقسام التناسخ و البراهين التّي تهدم أساس كل واحد منها،