نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 4 صفحه : 301
استعداداً و أولى بقبول الفيض الجديد من الحيوان و الإنسان، كما أنّ الإنسان يستدعي نفساً أشرف، و هي التّي جاوزت الدرجات النباتية و الحيوانية.
و في ضوء هذا، فالحياة تفاض على النبات أولا، ثم تنتقل منه إلى الحيوان، ثم إلى الانسان، و هذا النوع من التناسخ أشبه بالقول بالحركة الجوهرية، و أنّ الأشياء في ظلّها تخرج من القوة إلى الفعل، و من النقص إلى الكمال، و أنّ الموجود النباتي يتحول إلى الحيوان، ثم الإنسان، لكن الفرق بين القول بالتناسخ الصعودي و الحركة الجوهرية، هو أنّ التكامل في القول بالتناسخ على وجه الانفصال دون الاتّصال، فالنفس النباتية تنتقل من النبات الى البدن الحيواني، ثم منه الى البدن الانساني، و لكن التحول في الحركة الجوهرية، على وجه الاتّصال، و انّ النطفة الإنسانية تتحول و تتكامل من مرتبة ناقصة الى مرتبة كاملة حتى يصدق عليها قوله سبحانه: (ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)[1].
فظهر أنّ في التناسخ أقوالا ثلاثة:
1 ـ التناسخ المطلق: و هو ما لا ينتهي النقل فيه و لا يتوقف و يعم الجميع.
2 ـ التناسخ النزولي: و هو ما لا يعم الجميع أولا، و يتوقف النقل فيه بعد التصفية و بلوغ مراتب الكمال، ثانياً.
3 ـ التناسخ الصعودي: و هو ما يحصل فيه انتقال النفس في جهة الصعود، من النبات الى الحيوان فالانسان. اذا تعرفت على المراد من هذه الأقسام، فإليك تحليلها، و بيان بطلانها:
العناية الالهية و التناسخ المطلق
إنّ التناسخ المطلق يعاند المعاد معاندة تامة، و القائل به ليس له التفوّه بعود
[1] سورة المؤمنون: الآية 14. و ما ذكرناه إجمال ما يرمي إليه أصحاب هذا القول، و التفصيل يطلب من محله، لا حظ في ذلك «أسرار الحكم» للحكيم السبزواري، ص 293 ـ 294 .
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 4 صفحه : 301