5 ـ إحياء الموتى على يد عيسى ـ عليه السَّلام ـ. [3]
و بعد وقوع الرجعة في الأمم السالفة، هل يبقى مجال للشك في إمكانها؟
و تصوّر أنّ الرجعة من قبيل التناسخ المحال عقلا، تصوّر باطلٌ، لأنّ التناسخ عبارة عن رجوع الفعلية إلى القوة، و رجوع الانسان إلى الدنيا عن طريق النطفة، و المرور بمراحل التكوّن البشري من جديد، ليصير إنساناً مرة أخرى، سواء أدَخَلَتْ روحُه في جسم انسان أم حيوان، و أين هذا من الرجعة و عود الروح إلى البدن المتكامل من جميع الجهات، من دون أن يكون هناك رجوع إلى القوة بعد الفعلية.
* * * *
المقام الثاني ـ أدلة وقوع الرجعة
يدل على وقوع الرجعة في هذه الأُمّة قوله تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الاَْرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ * وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يوزَعُونَ)[4].
لا يوجد بين المفسرّين من يشك بأنّ الآية الأولى تتعلق بالحوادث التّي تقع قبل يوم القيامة و يدل عليه ما روى عن النبى الأكرم من أن خروج دابة الأرض من علامات يوم القيامة، إلاّ أنّ هناك خلافاً بين المفسرين حول المقصود من دابة الأرض ، و كيفيّة خروجها، و كيف تتحدث، و غير ذلك ممّا لا نرى حاجة لطرحه؟