responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 263

5 ـ مشهد الميزان

إنّ هؤلاء الشهود الكثيرون يكفون في مقام القضاءوإتمام الحجة، غيرأنّه سبحانه، لا يكتفي بهم، كما لا يكتفي بصحائف الأعمال التي ضبطت فيهاجميع أفعال العبد جليلها، ودقيقها، بل يجسد وضع الإنسان بتوزين أعماله بالميزان الّذي يضعه يوم القيامة.

يقول سبحانه:(وَ نَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَ إِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّة مِنْ خَرْدَل أَتَيْنَا بِهَا وَ كَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)[1].

والناس بين ثقيل الميزان وخفيفه يقول سبحانه:(فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ)[2].

غير أنّ الكلام في تبيين حقيقة هذا الميزان الّذي توزن به الأعمال، فهل هو كهذه الموازين الحسية الموضوعة فوق مناضد البقالين والعطارين، أو شيء غيرها، فنقول:

لاشك أنّ النشأة الآخرة، أكمل من هذه النشأة ، وأنّه لا طريق لتفهيم الإنسان حقائق ذلك العالم وغيوبه المستورة عنّا، إلاّ باستخدام الألفاظ التي يستعملها الإنسان في الأُمور الحسية. وعلى ذلك، فلا وجه لحمل الميزان على الميزان المتعارف خصوصاً بعد استعمال الميزان في القرآن في غير هذا الميزان المحسوس.

الميزان في اللغة اسم آلة يوزن بها الشيء، يقول سبحانه:(وَ السَّمَاءَ رَفَعَهَا وَ وَضَعَ الْمِيزَانَ)[3]، فالله سبحانه يخبر فيها عن رفع السماء وخلقها مرفوعة، كما يخبر عن أنّه وضع لكل شيء ميزاناً يقدّر به، من غير فرق بين أن يكون جسماً أو قولاً أو فعلاً أو عقيدة، فلكلّ شيء ميزانٌ يميّزبه الحقّ من


[1] سورة الأنبياء: الآية 47 .

[2] سورة الأعراف: الآيتان 8 ـ 9.

[3]سورة الرحمن:الآية 7.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست