responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 239

لا في هذا العالم، والتناسخية يقولون بقدمها، وردّها إليها، في هذا العالم، وينكرون الآخرة والجنة والنار، وإنّما كفّروا من أجل هذا الإنكار»[1].

نَفْخُ الصّور

إنّ الإنسان الّذي يعيش في هذا الكوكب، بالنسبة إلى المعارف الغيبية، كالجنين في بطن أمّه، فلو قيل له إنّ وراء الرحم أنجماً وكواكب وشموساً وأقماراً، وبحاراً ومحيطات، لايفقه منها شيئاً، لأنّها حقائق خارجة عن عالمه الضيّق، والإنسان المادّي القاطن في هذا الكوكب لايفقه الحقائق الغيبية الموجودة وراء هذا العالم، فلأجل ذلك لا مناص له من الإيمان المجرّد من دون تعمق في حقيقتها، وهذا أصل مفيد جداً في باب المعاد، وعلى ذلك تبتني مسألة نفخ الصور، فماهوالمراد من الصور، أهو شيء يشابه البوق المتعارف، أو شيء غيره؟ وماهو المراد من النفخ؟ لامناص لنا من الاعتقاد بوجوده وتحققه، وإن لم نتمكن من التعرف على واقعيته ومع ذلك فلابّد أن تكون هناك حقيقة واقعية، لها صلة بين نفخ الصور في هذا العالم، ونفخه في النشأة الأُخرى .

تدلّ الآيات على أنّ الإنسان يعيش في البرزخ إلى أن يفاجئه نفخ الصور، فعند ذلك يهلك كل من في السموات والأرض إلاّ من شاء الله، يقول سبحانه :(وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّموَاتِ وَ مَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ)[2]. ففي النفخ الأول موت كل ذي حياة في السّموات والأرض، كما أنّ في النّفخ الثاني، إحياءهم .

يقول سبحانه: (وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ)[3].


[1] البحار، ج6،ص 278. نقلاًعن نهاية العقول للرازي .

[2] سورة الزمر:الآية 68.

[3]سورة يس: الآية 51. والآية ناظرة إلى النفخ الثاني .

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست