اقتضت الحكمة الإلهية جهل الناس بزمان ومكان موتهم، وذلك لوجهين :
أ ـ لو علم الإنسان بزمن موته، فربما يفشل في العمل قبل أن يحلّ أجله، فأنّ العامل الباعث إلى العمل والنشاط في الحياة، هو الأمل، فالأمل رحمة، ولولاه لما أرضعت والدة ولدها، ولا غرس غارس شجرة[3].
ب ـ إنّ لجهل الإنسان بأوان موته ومكانه، تأثيراً تربوياً، فإنّه لوعلم بأنّه سيموت بعد عام أو أشهر، فترك التمرّد والتجري، فلا يعد ذلك كمالاً روحياً وثورة للفضائل على الرذائل، وهذا بخلاف ما إذا سلك طريق الطاعة، وترك المعصية، وهو يرجو العيش أعواماً طويلة، فانّه يكشف عن كمال روحي، يدفعه نحو الفضائل، يقول سبحانه: (وَ مَا تَدْري نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْض تَمُوتُ)[4].
الأمرالعاشر ـ الملائكة الموكّلون بقبض الأرواح .
قد عرفت أنّ الخلق والتدبير من شؤونه سبحانه، فهوالقائل عزّ وجلّ: