responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 229

مائة وعشرون سنة، فالإنسان ـ بما هو إنسان - قابل لأن يعيش هذا المقدار من الزّمن. وفي ضوء ذلك، لكلّ إنسان «أجل»، بهذا المعنى، ولكنه ليس أجلاً حتمياً وقطعياً، بل قد ينقص عنه أويزيد عليه لعوامل خاصة في حياته، فربّ إنسان يموت في العقد الخامس أو السادس من عمره، وهو أجل حتمي ومسمّى له، مع أنّ الأجل المطلق كان أزيد منه. وربّ إنسان يعيش أزيد من هذا الحدّ الطبيعي، ويموت في العقد الخامس عشر من عمره، وهو أجل حتميٌّ ومسمّى له، وإن كان الأجل المطلق أنقص منه .

والأجل المطلق يعرفه غيره سبحانه، ولكنّ الأجل الحتمي عنده، فهو الّذي يعرف الحدّ الّذي تقف فيه حياة كل أنسان، ولا تتجاوزه قطعاً، يقول سبحانه:(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِين ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ)[1].

الأمر السابع ـ الإنابة عند الموت

قد عرفت أنّ قسماً من النّاس يخافون من الموت لما علموا من أنّ كواهلهم مثقلة بعظائم الذنوب، أو لاعتقادهم بأنّه خاتمة المطاف في الحياة البشرية. والصنف الأوّل، إذا فوجئوا بالموت، يلجأون إلى التوبة والإنابة، ويندمون، ولكن لات حين مندم، فإنّهم قد ضيّعوا الفرص، والتوبة إنّما تقبل إذا كان الإنسان ذا مقدرة على الفعل والترك والطاعة والعصيان، فيرجّح باختياره الانقياد، على المخالفة، وهذا من تقبل توبته، لأنّ الإنابة في هذا المقام، تكشف عن تحول روحي، وثورة نفسانية على المعصية والتمرد والتجرّي، وأمّا إذا وصل الأنسان في مدارج حياته إلى نقطة ليس أمامه إلاّ طريق واحد، وهو ترك التمرّد،


[1] سورة الأنعام: الآية2 وبما أنّ الكلام فيه قد سبق في الجزء الثاني من هذا الكتاب «الإلهيات»،ص 242ـ246، فقد اكتفينا بهذا المقدار.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست