نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 4 صفحه : 199
سنخ وجوده على طرف النقيض منها، فليست المختبرات محلاً وملاكاً للقضاء بوجوده وعدمه.
ثم إنّ البحث العقلي، في تجرّد الروح مترامي الأطراف مختلف البراهين، اكتفينا بهذا القدر منه، ومن أراد التبسّط فليرجع إلى الكتب المعدة لذلك [1].
* * *
2ـ القرآن وتجرّد النفس وخلودها
الآيات التي يستظهر منها خلود الروح وتجرّدها على قسمين: قسم يدلّ عليه بصراحة لا تقبل الإنكار، وقسم آخر يستظهر منه، وإن كان قابلاً للحمل على معنى آخر، وإليك نقل القسمين بإيضاح إجمالي:
القسم الأوّل من الآيات
(أ) ـ يقول سبحانه: (اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالتي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ التي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرى إِلَى أَجَل مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَات لِقَوْم يَتَفَكَّرُونَ)[2].
و الدلالة مبنية على إمعان النظر في لفظة التوفّي، وقد عرفت أنّها بمعنى الأخذ والقبض، لا الإماتة. وعلى ذلك فالآية تدلّ على أنّ للإنسان وراء البدن شيئاً يأخذه الله سبحانه، حين الموت والنوم، فيمسكه إن كتب عليه الموت، ويرسله إن لم يكتب عليه ذلك إلى أجل مسمى، فلو كان الإنسان متمحضاً في المادة وآثارها، فلا معنى «للأخذ» و «الإمساك» و «الإرسال»، كما هو واضح.
(ب) ـ يقول سبحانه: (وَ لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ
[1] لاحظ الإشارات للشيخ الرئيس ج 2، ص 368 ـ 371. والأسفار، ج 8 ص 38. وأصول الفلسفة للعلامة الطباطبائي ـ رحمه الله ـ وترجمة الأستاذ دام حفظه ج 1، المقالة الثالثة، ص 129 ـ 183. وفي هذا الأخير يجد المتتبع ضالته.