responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 187

يقول سبحانه: (وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّة فِي السَّمَوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَاب مُبِين )[1].

فإنّ قوله: (عَالِمِ الْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ...) يكشف عن أنّ شبهتهم في إمكان المعاد، هي عدم إمكان التعرّف على أجزاء الموتى المبعثرة.

9ـ الموت بطلان للشخصية

و ممّا كانوا يعتمدون عليه في إنكارهم للمعاد، هو أنّ الموت وصيرورة الإنسان عظاماً ثم تراباً، يلازم بطلان شخصيته وانعدامها، والمعدم لا يعاد.

ولعلّه إلى تلك الشبهة يشير قوله تعالى:(قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ )[2] ويحتمل كونه إشارة إلى الشبهة التالية.

10ـ فقدان الصلة بين المبتدأ والمعاد

إذا كان الموت وصيرورة الإنسان تراباً، إعداماً للشخصية، فالشخصية المحياة في النشأة الأُخرى، لاتمت إلى الأُولى بصلة، فكيف تكون إحياء لها؟ فإنّ المقصود من المعاد، إحياء الناس لإثابتهم أو معاقبتهم، وهو فرع وحدة المعاد والمبتدأ، واتّحادهما، وهو منتف، ولعلّ الآية السابقة، تشير إلى هذه الشبهة.

هذه هي شبهاتهم التي تستحق البحث، وإليك فيما يلي مناقشتها:

الإجابة التفصيلية عن شبهاتهم

الاعتقاد بالمعاد اعتقاد بالغيب وإيمان به، وهو فرع معرفة الله سبحانه، ومعرفة أسمائه وصفاته، وأفعاله، ولولا تلك المعرفة، لما حصل الإيمان بشيء من


[1] سورة سبأ: الآية 3.

[2] سورة السجدة: الآية 10.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست