responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 178

و لعلّه لأجل ذلك يصف القرآن يوم البعث بـ«المساق»، و «الرّجعى»، و «دارالقرار» ويقول: (إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذ الْمَسَاقُ ) [1]، و (إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى )[2]، و (إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ )[3].

* * *

الدليل السادس ـ المعاد مقتضى الربوبية

إنّ الربّ في اللغة بمعنى الصاحب، يقال: ربّ الدّار، وربّ الضّيعة. فالربوبية تحكي عن مالكية الرّبّ، ومملوكية المربوب.

و العلاقة المتّسمة بالربوبية، تقتضي كون المربوب ذا مسؤولية أمام ربّه، وأنّ الربّ لا يتركه سدى، بل يحاسبه على أعماله ويجازيه بما أتى تجاهه، وبما أنّ هذه المحاسبة لا تتحقق في النشأة الدنيوية، فيجب أن يكون هناك نشأة أُخرى تتحقق فيها لوازم الربوبية، فلا معنى لربّ بلا مربوب، كما لا معنى لمربوب يترك سدى، ولا يحاسب على أعماله وأفعاله.

و لعله لهذا الوجه، يركّز القرآن على كلمة الرّبّ في قوله: (يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيهِ ) [4].

و في قوله: (وَ إِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْق جَدِيد أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ )[5].

و هذه الآية الثانية، أصرح في المطلوب، وهو أنّ كفرانهم بربّهم جعلهم


[1] سورة القيامة: الآية 30.

[2] سورة العلق: الآية 8.

[3] سورة غافر: الآية 39.

[4] سورة الإنشقاق: الآية 6.

[5] سورة الرعد: الآية 5.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست