responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 168

3ـ المعاد والنظم البديع.

فيستدلّ على المعاد تارة بأنّه هو غاية الخلقة، وأُخرى بأنّ الحقّ تعالى شأنه لا ينفك فعله عن غاية، وثالثةً بأنّ النّظم البديعة السائدة على العالم لا تنفك عن غرض وغاية، والكلّ صور مختلفة لاستدلال واحد، استوحيناه من الذكر الحكيم، فإليك بيانها:

1ـ المعاد غاية الخلقة

يستدلّ الذكر الحكيم على لزوم المعاد بأنّ الحياة الأُخروية هي الغاية من خلق الإنسان وإنزاله إلى هذه البسيطة، وأنّه لولاها لصارت حياته منحصرة في إطار الدنيا، ولأصبح إيجاده وخلقه ـ بالتالي ـ عبثاً وباطلاً، والله سبحانه منزّه عن الإيجاد بلا غرض، وإلى ذلك يشير قوله سبحانه: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ)[1].

و من لطيف البيان في هذا المجال قوله سبحانه: (مَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ)[2] فترى أنّه يذكر يوم الفصل بعد نفي كون الخلقة لعباً، وذلك يعرب عن أنّ النّشأة الأخروية تصون الخلقة عن اللغو واللعب، وبذلك تظهر صلة الآيات.

2ـ المعاد والحق المطق

و من لطائف البيان في القرآن الكريم أنّه تعالى يصف نفسه بالحق (المطلق) وأنّه الحقّ سواه، ثم يرتب على ذلك إحياء الموتى والنشأة الآخرة،ذلك لأنّ الحق المطلق عبارة عن الوجود الذي لا يتطرق البطلان إلى ذاته أوّلاً، وصفاته ثانياً، وأفعاله ثالثاً، ولو كان فعله بلا غاية ولا هدف، لما كان حقّاً مطلقاً،


[1] سورة المؤمنون: الآية 115، ولاحظ سورة ص: الآية 27.

[2] سورة الدخان: الآيات 38 ـ 40.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست