نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد جلد : 4 صفحه : 142
السؤال الأول
كيف يكون إماماً وهو غائب؟ وما فائدته؟
إنّ القيادة والهداية والقيام بوظائف الإمامة، هو الغاية من تنصيب الإمام، أو اختياره، وهو يتوقف على كونه ظاهراً بين أبناء الأمّة، مشاهداً لهم، فكيف يكون إماماً قائداً، وهو غائب عنهم؟!
و الجواب: على وجهين نقضاً وحلاً.
أمّا النقض، فإنّ التركيز على هذا السؤال يعرب عن عدم التعرّف على أو لياء الله، وأنّهم بين ظاهر قائم بالأمور ومختف قائم بها من دون أن يعرفه الناس.
إنّ كتاب الله العزيز يعرّفنا على وجود نوعين من الأئمة والأولياء والقادة للأُمّة، وليّ غائب مستور، لا يعرفه حتى نبي زمانه، كما يخبر سبحانه عن مصاحب موسى ـ عليه السَّلام ـ بقوله: (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ) الآيات [1].
و ولي ظاهر باسط اليد، تعرفه الأُمّة وتقتدي به.
فالقرآن إذن يدلّ على أنّ الولي ربما يكون غائباً، ولكنه مع ذلك لا يعيش في