responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 101

الله». فخرج بلوائه معقوداً، فدفعه إلى بريدة، وعسكر بالجزف.

ثم تثاقلوا هناك، فلم يبرحوا، مع ما وعوه ورأوه من النصوص الصريحة في وجوب إسراعهم كقوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : «جهّزوا جيش أسامة، لعن الله من تخلّف عنه»، فقال قوم: «يجب علينا امتثال أمره، وأسامة قد برز من المدينة»، وقال قوم: «قد اشتدّ مرض النبي، فلا تسع قلوبنا مفارقته، والحالة هذه، فنصبر حتى نبصر أي شيء يكون من أمره»[1].

وقد أغضب النبيَّ تثاقُلُهم، حتّى قال: «جَهِّزوا جيش أُسامة، لَعَنَ الله من تخلّف عنه»، فقال قوم: «يجب علينا امتثال أمره، وأُسامة قد برز من المدينة»، وقال قوم: «قد اشتدّ مرض النبي، فلا تسع قلوبنا مفارقته، وحالة هذه، فنصبر حتّى نبصر أي شيء يكون من أمره» [2].

ثم إنّ مَنْ ذَكَرَ تخلُّفَ القومِ عن أسامة، حاول تعليل تخلّف الصحابة، فقال بأنّ الغرض منه إقامة مراسم الشرع في حال تزلزل القلوب، وتسكين نائرة الفتنة والمؤثرة عند تقلّب القلوب [3].

فإذا صحّ هذا العذر، فليصحّ في حديث الغدير، فإنّ القوم ـ أكثرهم لا جميعهم ـ ثقل عليهم إمامة علي بن أبي طالب الذي قتل من أبناء القوم إخوانهم يوم بدر وحنين وغيرهما، ما قتل، فرجّحوا مخالفة الحديث حفظاً للوحدة، أو لغير ذلك من هذه المبررات ـ عند القوم ـ للإجتهاد تجاه النصّ.

كما أنّهم في نفس القضية، طعنوا في إمارة أسامة، طعناً عظيماً، وأقلّ ما قالوه، إنّ النبيّ قد أمّر شاباً غير مجرّب على شيوخ القوم وأكابرهم!!.

3ـ صُلح الحُديبيّة واعتراض القوم

إنّ النبي الأكرم صالح قريشاً في الحديبيّة لمصالح عالية، كشف المستقبل عنها بوضوح. ولما تمّ كتاب الصلح، اعترض عليه لفيف من الصحابة، حتى تصوّروا أنّه من باب إعطاء الدنيّة في طريق الدين.


[1] الملل والنحل، للهشرستاني، ج 1، ص 23.

[2] الملل والنحل، للشهرستاني، ج 1، ص 23 .

[3] المصدر سابق نفسه.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 4  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست