responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 3  صفحه : 87

الجهة الخامسة

الإعجاز والمتجددون من المسلمين

الإيمان بالغيب عنصرٌ أساسيٌ في جميع الشرائع السماوية، ولو انتزع هذا العنصر عن الدين الإلاهي، لأصبح دستوره دستوراً عادياً شبيهاً بالدساتير والأيديولوجيات المادية البشرية الّتي لا تمت إلى الخالق والمدبّر لهذا الكون بصلة. ولأجل ذلك نرى أنّه سبحانه يَعُدّ الإيمان بالغيب في طليعة الصفات الّتي يتّصف بها المتّقون إذ يقول ـ عزّ من قائل ـ : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[1].

وقد كان أصحاب الشرائع وأنصارها، وفي مُقدِّمتهم علماء الإسلام، محتفظين بهذا الأصل، معتصمين به أشدّ الإعتصام، مؤكّدين عليه غاية التأكيد، باعتبار أنّه الفارق الجوهري بينها، وبين الأنظمة البشرية.

ولكن، من جانب آخر إنّ الحضارة المادية الحديثة، اعتمدت على الحسّ والتجربة، وأعطت كل القيمة والوزن لما أيّدته أدوات المعرفة المادية.

وقد أدهشت هذه الحضارة، جماعة من المفكرين المسلمين، فوجدوا أنفسهم في صراع عنيف بين الإيمان بالغيب، باعتباره عنصراً أساسياً في الدين، ومبادئ الحضارة المادية الّتي لا تَعْتَبِر إلاّ ما كان قائماً على الحسّ والتجربة، فمن


[1] سورة البقرة: الآية 3.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 3  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست