responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 3  صفحه : 119

وفي المقابل، إنّ انهزامه أمام المصاعب، وتعلّقه بحفظ حياته، دليل عدم إيمانه بما يدعو إليه، وبالتالي عدم ارتباط دعوته بمبدء إلهي.

5 ـ الأدوات الّتي يستفيد منها في دعوته

من القرائن الّتي تدلّ على صدق المدّعي في دعوى النُبوّة والسفارة الإلهية، اعتماده في دعوته على أساليب إنسانية، موافقة للفطرة والطهارة، فإنّ لذلك دلالات على إلهية دعواه.

وأمّا لو اعتمد في نشر وتبليغ ما يدّعيه على وسائل إجرامية، وأساليب وحشية غير إنسانية، متمسكاً بقول ماكيافللي: «الغاية تبرر الوسائل»[1]، كان هذا دليلاً على كون دعواه شخصية محضة، لا صلة لها بالعالم الربوبي.

6 ـ المؤمنون به

إنّ لنفسيات المؤمنين بمدّعي النبوة وحواريه، دلالة خاصة على صدقه فيما يدّعيه، وذلك أنّ أقرباء المدّعي وبطانته إذا آمنوا به، واتّبعوا دعوته، وبلغوا فيها مراتب عالية من التقوى والورع، كان هذا دلاًّ على صدق المدعي في ظاهره وباطنه، وعدم التوائه وكذبه، لأنّ الباطل لا يمكن أن يخفى عن الأقرباء والبطانة.

هذه القرائن وما يشابهها إذا اجتمعت في مدّعي النبوة، ودعواه الّتي


[1] نيكولو ماكيافللي (1469 ـ 1527 هـ). سياسي ومؤرخ إيطالي، أحد أعلام عصر النهضة في أوروبا، شارك في الحياة السياسية في إيطاليا ثم اعتزلها عام (1512 م) متفرغاً للتأليف. وعرف في تاريخ الفكر السياسي بمؤلفه الشهير «الأمير»، حيث أيّد فيه نظام الحكم المطلق، وأحلّ فيه للحاكم اتّخاذ كل وسيلة تكفل استقرار حكمه واستمراره، ولو كانت منافية للدين والأخلاق وذلك على أساس أن الغاية تبرر الوسيلة. ومن هنا صار لفظ «المكيافللية» وصفاً لكل مذهب ينادي بأنّ الغاية تبرر الواسطة أو الوسيلة.
غير أنّ ماكيافللي عاد في كتابه «المحاضرات»، فأيّد النظام الجمهوري الّذي يقوم على سيادة الشعب، وعدد مزايا هذا النظام وفَضّله على النظام الملكي.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 3  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست