responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 2  صفحه : 69

والتدبير، وائتلاف الأمر على أنَّ المدبر واحد»[1].

وسأل هشام بن الحَكَم الإِمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ : «ما الدليل على أنَّ الله واحد؟» قال: «اتّصالُ التدبير وتمامُ الصُّنع كما قال الله عزّ وجل: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا)[2].

سؤال وجواب

إنَّ التَّوحيد في التدبير وأنَّه لا مدبر سواه لا يجتمع مع تصريح القرآن بوجود مدبرات في الكون يقول سبحانه: (فَالمُدَبّراتِ أمراً)[3] ويقول عز وجل: (وَ هُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَ يُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً)[4]. ولا شك أنَّ هؤلاء الحفظة إذ يراقبون البشر ويحفظونهم من الشر، فلا محالة يكونون مدبرين لهم بنحو ما.

والجواب عنه بما عرفته منا غير مرة من أنَّ معنى التَّوحيد في الخالقية أو الربوبية ليس كونه سبحانه خالقاً لجميع الأشياء مباشرة وبلا سبب ولا مدبراً كذلك، بل معناه أنَّه ليس في الكون خالق أو مدبر مستقل سواه، وأنَّ قيام الأشياء الأُخرى بدور الخلقة والتدبير هو على وجه التبعية لإِرادته سبحانه. والاعتراف بمثل هذه المدبرات لا يمنع من انحصار التدبير الاستقلالي في الله سبحانه. ومن له أدنى إلمام بألف باء المعارف والمفاهيم القرآنية يقدر على الجمع بين تلكما الطائفتين من الآيات كما أوضحنا ذلك عند البحث عن الخالقية، ولأجل إيضاح الحال نأتي بكلام العلاّمة الطباطبائي في المقام.


[1] توحيد الصدوق، ص 244.
[2] المصدر السابق، ص 250.
[3] سورة النَّازعات: الآية 5.
[4] سورة الأنعام: الآية 61.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 2  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست