responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 1  صفحه : 46

أليس هذا التوازن الدقيق المبرمج في مظاهر الطبيعة و الذي يؤدي أَي تخلخل فيه إلى أَضرار بالغة، دليلا قاطعاً على وجود الخالق الخبير و الإِله المدبر وراء الطبيعة؟

5ـ الماء هو المادة الوحيدة المعروفة التي تقل كثافتها عندما تتجمد، و لهذه الخاصية أهميتها الكبيرة بالنسبة للحياة إذ بسببها يطفو الجليد على سطح الماء عندما يشتد البرد، بدلا من أَنْ يغوص إلى قاع المحيطات و البحيرات و الأَنهار، و يكون تدريجياً كتلة صلبة لا سبيل إلى إخراجها و إذابتها. و الجليد الذي يطفو على سطح البحر يكون طبقة عازلة تحفظ الماء تحتها عند درجة حرارة فوق درجة التجمد، و بذلك تبقى الأسماك و غيرها من الحيوانات المائية حية، فإِذا جاء الربيع ذاب الجليد بسرعة و بلا عائق.

فهل يمكن إِعزاء كل هذا الضبط و الدقة في المقاييس و النسب إلى فعل المادة الصمَّاء العمياء البكماء، و الحال إِنَّه يكشف عن تدبير و حساب و يحكي عن نظام متقن و عظيم و يدل على أَنَّ وراء كل ذلك خالقاً حكيماً هو الذي أَوجد هذا التوازن المدهش و الضبط الدقيق.

أَجل إِنَّ ذلك التوازن و هذا الضبط يشهدان على دخالة الشعور و الحكمة و العقل في إِدارة هذا العالم و تدبيره و تسييره و هي أمور لا تتوفر في الصدفة بل تتوفر في قوة عليا شاعرة هادفة تدرك مصلحة الكون و احتياجات الحياة إِدراكاً كاملا و شاملا، فتخضع الكون لمثل هذه الضوابط و العلاقات.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست