responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 1  صفحه : 111

علمُه سبحانه بذاتِه

إِنَّ علمه سبحانه بذاته ليس حصولياً بمعنى أخذه الصورة من الذات و مشاهدتها عن ذاك الطريق لإمتناع هذا القسم من العلم عليه كما سيأتي، بل حضوري بمعنى حضور ذاته لذاته، و يدل على ذلك أمران:

الأول - إِنَّ مفيض الكمال لا يكون فاقده.

إِنَّه سبحانه خلق الإِنسان العالم بذاته علماً حضورياً، فمُعطي هذا الكمال يجب أنْ يكون واجداً له على الوجه الأتمّ و الأكمل لأن فاقد الكمال لا يعطيه، فهو واجد له بأحسن ما يمكن. و نحن و إِنْ لم نُحِطْ ولن نحيط بخصوصية حضور ذاته لدى ذاته غير أنَّا نرمُز إلى هذا العِلْم بـ«حضور ذاته لدى ذاته و علمه بها من دون وساطة شيء في البَيْن».

و باختصار: لا يسوغ عند ذي فطرة عقلية أنْ يكون واهبُ الكمال و مفيضُه، فاقداً له. و إلاّ كان الموهوب له أشرف من الواهب، و المستفيدُ أكرمَ من المفيد. و حيث ثبت استناد جميع الممكنات إليه و منها الذوات العالمة بأنفسها، وجب أنْ يكون الواجب واجداً لهذا الكمال أي عالماً بذاته عِلماً يكون نفس ذاته لا زائداً عليها[1].

الثاني - إنَّ عوامل غيبوبة الذَّات و اختفائها غير موجودة.

توضيحه: إنَّ الموجود المادي بما أنَّه موجود كمّي ذو أبعاض و أجزاء ليس لها وجود جمعي - إذ لا تجتمع أجزاؤه في مقام واحد - تغيب بعض أجزائه عن البعض الآخر فلا يصحّ للموجود المادّي من حيث إنَّه مادي أنْ يعلم بذاته، لمكان الغيبوبة المسيطرة على أجزاء ذاته.

فالغيبوبة مضادة لحضور الذات و تمنع تحقق علم الذات بالذات. فإِذا


[1] أنظر الأسفار، ج 6، ص 176. و سيوافيك عينيّة صفاته مع ذاته في الأبحاث الآتية.

نام کتاب : الإلهيات على هدى الكتاب والسُّنة والعقل نویسنده : مكي العاملي، محمد    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست