وأن رسول الله صلّى الله عليه
[ وآله ] خرج للمباهلة ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين [عليهمالسلام ]؟
قال الشعبي : فكأنّما أهدى
لقلبي سروراً ، وقلتُ في نفسي : قد خلص يحيى. وكان الحجّاج حافظاً للقرآن!!
فقال يحيى : والله إنَّها
لحجة في ذلك بليغة ، ولكن ليس منها أحتج لما قلتُ. فاصفر وجه الحجاج وأطرق ملياً ،
ثم رفع رأسه إلى يحيى وقال : إنْ جئتَ من كتاب الله بغيرها في ذلك فلك عشرة الأف
درهم ، وإنْ لم تاتِ بها فانا في حلٍ من دمك.
قال : نعم.
قال الشعبي : فغمني قوله وقلت
[ في نفسي ] : أما كان في الذي نزع به الحجّاج ما يحتج به يحيى ويرضيه بأنّه قد
عرفه وسبقه إليه ، ويتخلَّص منه حتى رد عليه وأفحمه ، فانْ جاءه بعد هذا بشيء لم
آمن أنْ يدخل عليه فيه من القول ما يبطل حجته لئلا يدعي أنَّه قد علم ما جهله هو.
فقال يحيى : قول الله عزّوجلّ
: (وَمِنْ
ذُرّيَتِهِ دَاوُدَ وَسلَيمانَ) [ الانعام : ٨٤ ] مَنْ عنى
بذلك؟
قال الحجّاج : ابراهيم.
قال : فداود وسليمان مِنْ
ذريته؟
قال : نعم.
قال يحيى : ومَنْ نصَّ الله
تعالى عليه بعد هذا أنه مِنْ ذريته؟