ولو أردتُ أنْ أعدَ عليك الشِّيعة من
الصحابة ، وإثبات تشيّعهم من نفس كتب السنَّة لأحوجني ذلك الى إفراد كتاب ضخم ، وقد
كفاني مؤونة ذلك علماء الشِّيعة.
راجع ( الدرجات الرفيعة في طبقات الشِّيعة
) [١] للسيِّد علي
خان صاحب ( السُّلافة ) [٢]
وغيرها من الكتب الجليلة ( كطراز اللغة ) [٣]
الِّذي هو من أنفس ما كُتب في اللّغة. على أنَّه ـ رحمه الله ـ لم يذكر في الطبقات
إلاّ مشاهير الصحابة بعد بني هاشم ـ كحمزة ، وجعفر ، وعقيل ونظائرهم ـ وذكر من
غيرهم أكثر مَنْ قدمنا ذكرهم بزيادة عثمان بن حنيف ، وسهل بن حنيف ، وأبي سعيد
الخدري ، وقيس بن سعد بن عبادة رئيس الأنصار ، وبريدة ،
[١] الدرجات الرفيعة
في طبقات الشِّيعة : ضمَّنه مؤلّفه رحمه الله مجموعة واسعة من تراجم واخبار أعلام
رجال الشِّيعة منذ الصدر الاول للدولة الاسلامية المباركة ، مرتَّب على اثنتي عشرة
طبقة ، على ما ذكره المؤلِّف رحمه الله في مقدمة كتابه ، تبتدأ بالصحابة وتنتهي
باعلام إلنساء ، إلاّ أنَّ الكتاب الذي بيدي لم يتضمَّن إلاّ الطبقة الاولى وشيئاً
يسيراً من الطبقة الرابعة والحادية عشرة فحسب ، فراجع.
[٢] سلافة العصر في
محاسن الشعراء بكلِّ مصر : رتَّب المصنِّف رحمه الله تعالى هذا الكتاب بعد تطواف
طويل في العديد من البلدان والامصار ، حيث جمع فيه جملة واسعة من تراجمٍ أعيان
شعراء عصره ، وفصحاء دهره ، مستعرضاً فيه نُتفاً من قصائدهم وفصول كلامهم ، ذاكراً
لجانب من سيرتِهم ومؤلَّفاتهم وسنة وفاتهم.
كما أنَّ المؤلِّف رحمه الله
رتَّب كتابه وفقاً لمسلك الثعالبي في « يتيمة الدهر » والباخرزي قي « دمية القصر ».
[٣] الطراز الاوَّل
والكناز لما عليه من لغة العرب المعوَّل : قال عنه الشيخ الطهراني رحمه الله تعالى
في الذريعة ( ١٥ : ١٥٧|١٠٣٥ ) : من أحسن ما كُتب في اللغة ، لكنِّه لم يتجاوز
النصف من حرف الصاد المهملة ، وانتهى إلى كلمة « قمص ».
تكلَّم المؤلِّف رحمه الله
تعالى في كلُّ صيغة بكلِّ ما لها من المعاني بكلِّ اصطلاح ، وذكر جميع استعمالاتها
الحقيقية والمجازية في الكتاب والسنِّة والمثل وغيرها.