( وَاعْتَصمُوا
بِحَبْلِ الله جَميعاً وَلا تَفَرَقُوا)[١]
لم يبق ذو حس وشعور في شرق الارض وغربها
، إلّا وقد احسَّ وشعر بضرورة الاتحاد والاتفاق ، ومضرَّة الفرقة والاختلاف ، حتى
أصبح هذا الحس والشعور أمراً وجدانياً محسوساً يحسُّ به كلُّ فرد من المسلمين ، كما
يحسُّ بعوارضه الشخصية مِنْ صحته وسقمه ، وجوعه وعطشه ، وذلك بفضل الجهود التي قام
بها جملة من أفذاذ الرجال المصلحين في هذه العصور الأَخيرة ، الذين أهابوا
بالمجتمع الاسلامي ، وصرخوا فيه صرخة المعلِّم الماهر ، وتمثَّلوا للمسلمين بمثال
الطبيب النطاسي [٢]
الذي شخص الداء وحصر الدواء ، واصاب الهدف بما عيَّن ووصف ، وبعث النفوس بعثاً