قال : وضرب برأسه الشجرة حتى انتثرت دماغه فأنزل الله : والله يعصمك من الناس !
وأخرج ابن حبان وابن مردويه عن أبي هريرة قال : كنا إذا صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر تركنا له أعظم دوحة وأظلها فينزل تحتها ، فنزل ذات يوم تحت شجرة ، وعلق سيفه فيها فجاء رجل فأخذه فقال : يا محمد من يمنعك مني ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله يمنعني منك ، ضع عنك السيف فوضعه ، فنزلت : والله يعصمك من الناس. انتهى.
وقال بعضهم : إن شخصاً أراد اغتيال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقبضوا عليه : ففي الدر المنثور : ٢ / ٢٩٩ : أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل فقيل هذا أراد أن يقتلك ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : لم ترع ، ولو أردت ذلك لم يسلطك الله علي .. انتهى.
* *
ومما يدل على بطلان هذا القول وأن الآية لم تنزل في قصة غورث أو شبهها :
أولاً ، أن غزوة ذات الرقاع أو بني أنمار كانت في السنة الرابعة من الهجرة ( سيرة ابن هشام : ٣ / ٢٢٥ ) وهو تاريخٌ قبل نزول سورة المائدة بسنوات ، كما أن بعض رواياتها بلا تاريخ ، وبعضها غير معقول !
ثانياً ، أن المصادر الأساسية التي روت قصة غورث وغزوة ذات الرقاع ، لم تذكر نزول آية العصمة فيها ، بل ذكر أكثرها تشريع صلاة الخوف والحراسة المشددة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى في الصلاة ، وهو كافٍ لرد رواية نزول الآية فيها !
أما ابن هشام فقد ذكر أن الآية التي نزلت في قصة غورث هي قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا اليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم ... ( سيرة ابن هشام : ٣ / ٢٢٧ ، تحقيق السقا ) ولكن ذلك لا يصح ، لأن تلك الآية من سورة المائدة أيضاً !
وأما البخاري وغيره فقد رووا فيها تشريع صلاة الخوف وتشديد الحراسة !