١ ـ اما وظيفة الفقيه فليست الا الكشف
عن الاحكام الالهية الثابتة لموضوعاتها ، وتطبيق القواعد والكليات الثابتة على
مصاديقها المتحولة المتغيرة فالفقيه لا يجعل الاحكام الشرعية ، وانما هو يكشف عنها
، او يطبق القاعدة على موردها.
٢ ـ هذا ... ولا شك في ان الفطرة والعقل
والعقلاء يحكمون على من ليس له قدرة الكشف والتطبيق هذه ـ حيث لا يمكن الاحتياط [١] ولا يمكن العمل به ـ بالرجوع الى الذي
يملك هذه القدرة ، ويمارسها فعلا ... لانه هو المتخصص في هذه الجهة ، وله خبرات
تؤهله لان يكون مرجعا لمن يفقد هذه الخبرات تماما ... كذلك الذي يراجع الطبيب او
المهندس في ما يرتبط بهما من امور الطب والهندسة ، لانه هو لا يملك خبرات في هذين
المجالين.
٣ ـ كما ان الانسان يفضل بحسب فطرته
وسجيته وعقله : الامهر من الاطباء واصحاب الاختصاصات ؛ ولا يراجع غيره الا اذا لم
يقدر على الاستفادة منه.
وقد امر الله تعالى ارشادا الى ذلك ،
فقال : فاسألوا
اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون[٢] ... وقال تعالى ايضا مشيرا الى ان ذلك
مرتكز في فطرة الانسان وسجيته : هل
يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون[٣].
٤ ـ ومن الجهة الثالثة : فان فطرة
الانسان وسجيته ، تدفعه الى ان يهتم بمراجعة من يثق بصدقه واخلاصه من اهل
الاختصاصات ... وكلما كان الامر اهم ،
[١] كما في كثير من
الموارد العامة : سياسية ، واجتماعية ، وادارية ... وغيرها.