اما احوال المستشفيات في العهد الاسلامي
، فقد تقدم : ان كوستاف لوبون يقل : انها كانت موافقة لاصول الصحة ، واحسن من
المستشفيات الموجودة في هذه الايام ، كما انهم قد شيدوا في كل مدينة مستشفيات عامة
، كما سنرى [١].
وكان لكل مرض قاعة او قاعات خاصة ،
يطوفها الطبيب المختص بها ، وبين يديه المشارفون والقوام لخدمة المرضى ، فيتفقد
المرضى ، ويصف لهم الادوية ، ويكتب لكل مريض داوءه [٢].
وكانوا يعالجون جميع المواطنين في
مستشفياتهم ، سواء اكانوا من المسلمين او من غيرهم ، وكانوا يقومون بعمليات
التدفئة للمرضى على اكمل وجه ، ويقدمون لهم المؤمن ، والدثار ، وغير ذلك [٣].
وقال المقريزي عن مستشفى ابن طولون الذي
اسسه سنة ٢٥٩ هـ في القاهرة : « وشرط في المارستان ان لا يعالج فيه جندي ، ولا
مملوك ، وعمل حمامين للمارستان ، احدهما للرجال ، والاخرى للنساء ، حبسهما على
المارستان وغيره ، وشرط : انه اذا جيىء بالعليل تنزع ثيابه ، ونفقته ، وتحفظ عند
امين المارستان ، ثم يلبس ثيابا ، ويفرش له ، ويغدى عليه ، ويراح بالادوية
والاغذية والاطباء حتى يبرأ ، فاذا اكل فروجا ورغيفا امر بالانصراف ، واعطى ماله
وثيابه [٤]
».
[٢] تاريخ التمدن
الاسلامي ، المجلد الثاني ص ٢٠٧ ، عن طبقات الاطباء ج ١ ص ١٥٥.
[٣] تاريخ الحكماء ص
١٩٤ ، وعيون الانباء ص ٣٠٢ و ٣٠١.
[٤] الخطط للمقريزي
ج ٢ ص ٤٠٥ ، وراجع الحضارة الاسلامية في القرن الرابع الهجري ج ٢ ص ٢٠٥ / ٢٠٦
والمستشفى لابن طولون ذكر في كتاب الولاة والقضاة للكندي ص ٢١٦ / ٢١٧.