لو علم الناس ما في
السواك لاباتوه معهم في لحاف .. وهذا ما يؤكد لنا عظمة الاسلام ، وانسجامه مع
الحاجات الطبيعية ، التي تكتنف وجود هذا الكائن ، وتهيمن عليه ..
جرح اللثة ..
ويلاحظ هنا : ان جرح اللثة بالسواك ثم
تعفنها غير وارد هنا بالنسبة للانسان السليم .. وذلك لان الفم يتمتع بمناعة خاصة
ضد تعفن جراحة الفم ، ولعل هذا هو السر في اعتبار الاسلام الفم طاهرا ، مطهرا ،
بحيث لو ظهر فيه دم فانه يطهر بنفسه بمجرد ذهاب آثاره .. كما ان اللعاب نفسه قاتل
للميكروب لدى الرجال الاصحاء ، كما قدمنا [١].
ولكن ذلك لايعنى عدم تولد ملايين
الجراثيم في الفم بفعل التخمر الذي تغلفه اغشية تمنع من تأثير اللعاب في مكافحتها
عادة .. كما اشرنا اليه من قبل ..
المساويك المختلفة :
هذا .. ونجد : ان الرضا عليهالسلام يستاك في كل مرة بأكثر من مسواك واحد ،
ولعله لاجل ان يتلافي ما يمكن ان يعلق بكل واحد منها اثناء عملية السواك هذه ، ثم
يمضغ الكندر بعد سواكه ..
فقد ورد : ان الرضا عليهالسلام كان اذا صلى الفجر جلس في مصلاه الى ان
تطلع الشمس. ثم يؤتى بخريطة فيها مساويك ، فيستاك بها واحدا بعد واحد ، ثم يؤتى
بكندر فيمضغه الخ. [٢]
ولعل مضغه للكندر بهدف تطييب رائحة فمه ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه
اجمعين ..
[١] اولين دانشكاه
وآخرين بيامبر ج ١٢ ص ١٢٢ و ١٢٦ وراجع : من امالي الامام الصادق ج ١ ص ١٠٠.
[٢] الوسائل ج ١ ص
٣٦٠ والبحار ج ٦٧ ص ١٣٧ ومكارم الاخلاق ص ٥٠ ، وعن التهذيب ج ١ ص ١٦٣ واولين
دانشكاه ج ١٢ ص ١٣٢.