ونلاحظ : ان اهتمام الاسلام بالسواك قد
بلغ حدا لربما يصعب تفسيره على الكثيرين ، او ادراك معطياته بشكل كاف .. حتى لنجده
يكتفى من السواك بالدلك بالاصبع ، فعن النبي (ص) : التسوّك او التشويص بالابهام
والمسبحة عند الوضوء سواك [١]
.. وعنهم عليهمالسلام : ادنى
السواك ان تدلكه باصبعك [٢]
.. بل لقد اكتفى فيه بالمرة الواحدة كل ثلاث ، فعن الباقر عليهالسلام : لا تدعه في كل ثلاث ، ولو ان تمره
مرة واحدة [٣].
وهذا تعبير صادق عن مدى اهتمامهم عليهمالسلام بالسواك ، كما انه يوحى بما للسواك من
عظيم الفائدة ، وجليل الاثر. ، فان الدلك بالاصبع ، وان لم يكن محققا للغاية
المرجوة بتمامها ، الا ان الميسور لا يترك بالمعسور ، اذ ان الدلك بالاصبع مفيد
على الاقل في تقوية اللثة ، وتحريك عضلاتها .. كما انه يتهك الاغشية التي ربما
تغلف الاسنان واللثة ، وتستبطن معها الكثير من الفضلات التي يمكن ان تكون مسرحا
لكثير من الجراثيم والميكروبات ، التي تنشأ عن تخمر الفضلات ـ الامر الذي يؤثر ولو
جزئيا في محدودية فعالية تلك الجراثيم على الاقل .. وهذا بالذات ما يفسر لنا قولهم
عليهمالسلام : لا تدعه
في كل ثلاث ، ولو ان تمره مرة واحدة ، كما هو ظاهر لا يخفى.
[١] البحار ج ٨٠ ص
٣٤٤ عن دعوات الراوندي ، والوسائل ج ١ ص ٣٥٩ وفي هامشه عن التهذيب ج ١ ص ١٠١.
[٢] الكافي ج ٣ ص ٢٣
والوسائل ج ١ ص ٣٥٩ ، وراجع البحار ج ٧٦ ص ١٢٧ وص ١٣٧ عن علل الشرايع ج ١ ص ٢٧٨
وعن مكارم الاخلاق ص ٥٢ وراجع مجمع الزوائد ج ٢ ص ١٠٠.
[٣] الكافي ج ٣ ص ٢٣
ومن لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٣٣ ، ومكارم الاخلاق ص ٥٠ والوسائل ج ١ ص ٣٥٩ و ٣٥٣
والبحار ج ٧٦ ص ١٣٧ ، وراجع هوامش الوسائل ..