هذا ... ولاهمية جامعة جنديشابور في
النهضة الاسلامية ، نرى انه لابد من اعطاء لمحة عن هذه الجامعة الشهيرة ، فنقول :
جامعة جندي شابور :
تقع مدينة جنديشابور بين شوشتر وخرابات
شوش في خوزستان [١].
ويظهر من كلام القفطي : انها كانت مركزا
طبيا شهيرا من عهد شابور الاول ، وان الطب قد انتقل اليها من الروم [٢].
ويحتمل البعض ان مدرسة الطب فيها كانت
قبل القرن الرابع او الخامس الميلادي [٣].
يقول القفطي : انه بعد ان انتقل اليها
بعض الاطباء الروم مع ابنة ملكهم « ولما اقاموا بها بدؤا يعلمون احداثا من اهلها ،
ولم يزل امرهم يقوى في العلم ، ويتزايدون فيه ، ويرتبون قوانين العلاج على مقتضى
امزجة بلدانهم حتى برزوا في الفضائل. وجماعة يفضلون علاجهم وطريقتهم على
اليونانيين والهند ؛ لانهم اخذوا فضائل كل فرقة ؛ فزادوا عليها بما استخرجوه من
قبل نفوسهم! فرتبوا لهم دساتير وقوانين ، وكتبا جمعوا فيها كل حسنة ، حتى ان في
سنة عشرين من ملك كسرى اجتمع اطباء من جند يشابور بأمر الملك ، وجرى بينهم مسائل
واجوبتها. واثبتت عنهم. وكان امرا مشهورا. وكان واسطة المجلس : جبرئيل درستباذ ؛
لانه كان طبيب كسرى. والثاني : السوفسطائي واصحابه. ويوحنا ، وجماعة من الاطباء ...
وجرى لهم من المسائل والتعريفات ما اذا
تأملها القارىء لها استدل على فضلهم وغزارة علمهم ... » [٤].
[١] راجع مقالا
للدكتور محمد محمدي في مجلة الهادي سنة ٢ عدد ٢ بعنوان : جامعة جنديشابور وكتاب
تاريخ طب در ايران ، ومعجم البلدان للحموي ، وغير ذلك.