ولماذا لا يحاول الطبيب مساعدته في هذا
الامر الذي يرغب فيه ، ويخلصه من الالام التي يعاني منها؟! ، وهل اطالة فترة
المعالجة الا منافية لما يحكم به العقل ، والشرع والوجدان؟!
فلسفة الدواء للمريض :
وان مما يزيد في ثقة المريض بالطبيب ، وبمعرفته
بالعلاج الذي يقدم على تجويزه له ، وبالدواء الذي يفترض في المريض ان يتجرعه ،
ويساعد بالتالي على نجاح العلاج له ... هو ان يفلسف الطبيب له ـ بنحو ما ـ سر
تجويزه هذا الدواء له ، ويبين له بعض منافعه ليطمئن الى ان هذا الدواء ان لم ينفع
في دفع المرض عنه ، فانه لن يضره جزما ، مع قوة احتمال نفعه من الجهة او الجهات
الاخرى ... ولقد رأينا النبي (ص) والائمة المعصومين عليهمالسلام
من بعده يذكرون منافع الادوية التي يوصون مراجعيهم بتناولها في موارد كثيرة جدا ،
لا تكاد تحصر [١].
وقد قال علي (ع) : من لم يعرف مضرة
الشيء لم يقدر على الامتناع منه [٢].
كما ان للاعتقاد دور هام في تأثير
الدواء ، ودفعه للمرض ... ولاجل ذلك نجد الامام الصادق عليهالسلام حينما يروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم دواء لوجع الجوف ، ويعترض عليه البعض :
بأنهم قد بلغهم ذلك ففعلوه ، فلم ينفع ـ نجده عليهالسلام
ـ يغضب ويقول :
« انما ينفع الله بهذا اهل الايمان به ،
والتصديق لرسوله ، ولا ينفع به اهل النفاق ، ومن اخذه على غير تصديق منه للرسول [٣] ».
[١] راجع على سبيل
المثال : الوسائل ج ١٧ ص ٧٦ و ١٣٥ و ١٣٦ وهوامشها والبحار ، والفصول المهمة ، وطب
النبي « ص » وطب الائمة ، وغير ذلك كثير جدا.