ونجد بعض الاطباء ، اذا جاءهم المريض في
شهر رمضان مثلا ، وكان صائما فانهم يبادرون الى تجويز الافطار له ، بل انهم يوجبون
عليه ذلك في كثير من الاحيان ، ومثل ذلك امرهم له بالصلاة من جلوس مع قدرته على
القيام ، وعدم الضرر فيه عليه ، وما اشبه ذلك.
ونحن لا بد وان نشير هنا : الى ان
الطبيب يتحمل مسؤولية في ذلك امام الله تعالى ولاجل ذلك ، فان عليه ان يتروى فيه ،
ويحققه قبل ان يقدم عليه فلا يجوّز له الافطار او الصلاة من جلوس مثلا لاسباب
تافهة لا تقتضي ذلك الا اذا احتمل الحاجة الى ذلك احتمالا قويا ، لان المريض انما
يجوز له ان يأخذ بقوله ويستند اليه على اعتبار انه من اهل الخبرة ، فلا بد وان
يستعمل خبرته في اكتشاف السبب الذي يحتم عليه ذلك ، والذي يعتمد عليه المكلف في
عملية اكتشافه ، وتشخيصه.
من وصايا الاهوازي :
وقال علي بن العباس الاهوازي : « على
الطبيب ان يكون نظيفاً ، يخاف الله ، عذب اللسان ، حسن السلوك ، وان يبعد عن كل
سوء ، وكل مشين ، وان لا ينظر الى النساء ... الخ [١] ».
وقد تقدمت مواصفات طالب العلم الطبي في
الفصل السابق ، فلا نعيد.
الدواء ... والعلاج :
واما بالنسبة للدواء والعلاج ، فيمكن ان
يستفاد من النصوص : انه كلما
[١] تاريخ طب در
ايران ج ٢ ص ٤٥٧ عن كتاب كامل الصناعة الطبية الملكي.