واذا كان ضعف الانسان وانهزامه نفسيا
امام المرض في بادىء الامر يكون امرا طبيعيا ، بسبب شعوره بآلام ومتاعب يجد نفسه
عاجزا عن دفعها ، ومواجهتها ـ اذا كان كذلك ـ فان من الطبيعي ، ان يكون لرفع
معنويات المريض ، وبعث الثقة في نفسه بالشفاء اكبر الاثر في تقويه وسيطرته على
المرض ، وبالتالي في شفائه منه ، والتخلص من آثاره.
واما الانهزام النفسي امام المرض ، فانه
يعود بأسوأ الاثار عليه ، ويجعل من الصعب عليه التغلب على المرض ، ومواجهة عوارضه
، لان الانهيار النفسي يتبعه الانهيار الجسدي المريع والخطير دون شك.
ولذلك نلاحظ : ان الاسلام يهتم في تطييب
نفس المريض بل يكون دور العلاج الجسدي بالنسبة للعلاج النفسي ثانويا للغاية ، ومما
يوضح لنا هذه الحقيقة الهامة : اننا نجد في بعض النصوص بعد محاولة ربط المريض
بالله تعالى ، وافهامه انه هو الشافي له وليس سواه يشير الى ان دور الطبيب هو ان
يطيب نفس المريض ، ويبعث الامل في نفسه ، فقد ورد : ان المعالج يسمى بالطبيب لانه
يطيب بذلك انفسهم [٢].
بل لقد جاء انه حتى الذين يقومون بعيادة
المريض ينبغي لهم : ان يفسحوا له في الاجل ، كما سيأتي.
يتقي الله ، ويغض بصره عن المحارم :
ولعل اكثر الناس ابتلاءً بالنظر الى ما
يحرم في الاحوال العادية النظر