ويكون في خدمتهم ،
ويعتبرهم بمنزلة والديه ، ويحسن اليهم ، ويشركهم في امواله.
كما ان عليه ان يعتبر ابن معلمه اخا له
، ويعلمه هذه الصناعة بلا اجرة ، ولا شرط ، ويشرك اولاده واولاد معلمه في العلوم
والوصايا ، وكذلك سائر التلاميذ الذين يستحقون تعلم هذه الصناعة ، دون غيرهم ممن
لا يستحق ذلك.
وبعد ان ذكر امورا اخرى ، من جملتها
لزوم حفظ المطالب ، وعدم الاعتماد على الكتاب ، ذكر : ان عليه ان يتعلم مطالب هذا
العلم في ايام صباه ، لان ذلك اسهل عليه من ايام الشيخوخة ... وعلى طالب هذا العلم
ان يبقى في المستشفيات في خدمة اساتذته العلماء ، والحذاق في هذه الصناعة ، فيمارس
العمل في هذا المجال ، ويشرف على المرضى وعلى احوالهم ، ويستفيد من صحبة الاساتذة
، وخدمة المرضى ما يرتبط بأحوال وعوارض الامراض ، حسناً وسوءاً ، ويطبق ما قرأه
عملياً ... الخ [١].
الطالب ... والتجارب الطبية :
وعدا عما تقدم ... فاننا نجد : ان
الشارع لم يقبل من طالب العلم الطبي : ان يجعل نفسه حقل تجارب ، ولا سيما في
الموارد التي يحتمل فيها الضرر احتمالا معتدا به ، فعن الصادق عليهالسلام : « ثلاثة لا ينبغي للمرء الحازم ان
يقدم عليها : شرب السم للتجربة ، وان نجا منه ، وافشاء السر الخ ... » [٢].
وفي حديث آخر عن الامام الباقر عليهالسلام : « لا تذوقن بقلة ، ولا تشمها حتى
تعلم ما هي ، ولا تشرب من سقاء حتى تعلم ما فيه » [٣].
[١] راجع كتاب :
تاريخ طب در ايران ج ٢ ص ٤٥٦ ـ ٤٥٨ بتصرف وعيون الانباء ص ٤٥ قسم ابقراط ، وطبقات
الاطباء والحكماء لابن جلجل ص ٧٣ ، الترجمة الفارسية ، في الهامش عن منتخب صوان
الحكمة ص ٨٢.
[٢] راجع : البحار ج
٧٨ ص ١٨٩ وج ٩٩ ص ١٢٣ عن اعلام الدين ، ومستدرك الوسائل ج ٢ ص ٤٥ وغرر الحكم ج ١ ص
٤٦٥.
[٣] تحف العقول ص
٢٣٧ والبحار ج ٧٨ ص ٢٣٥ و ١٨٩ عنه وعن اعلام الدين.