أما عن مواصفات طالب العلم الطبي ،
فلعلها لا تحتاج الى بيان ، اذا اتضح لدينا حقيقة نظرة الاسلام الى المريض ،
ومكانته عند الله ، وما اعد الله له ، كما يتضح ذلك بالمراجعة الى الروايات
الكثيرة جداً ، ولا مجال لعدها وحصرها ... اذا اتضح لدينا ايضا حقيقة المسؤولية
الملقاة على عاتق الطبيب تجاه المريض ، وواجباته تجاهه ، والتي سنتحدث عنها في
الفصل التالي ان شاء الله تعالى.
ونستطيع ان نجمل هنا مواصفات طالب العلم
الطبي بكلمة واحدة ، وهي ان يتحلى بجميع مواصفات الانسان المسلم ، الذي يمثل
الاسلام وعيا وعمقا ، وخلقا ، وسلوكا ، ويعيش اهداف الاسلام ، وتعاليمه ، وقيمه ،
بكل جهات وجوده ، ومختلف شؤون حياته.
وقد ذكر القدماء بعض المواصفات لطالب
العلم الطبي ، لا نرى بأسا بالاشارة اليها هنا ، ما دامت توافق مقتضيات الفطرة
السليمة ، والاسلام دين الفطرة وان كان في بعضها بعض الهنات.
فقد نسبوا الى ابقراط الوصية المعروفة
بترتيب الطب ، ويقول فيها :
« ينبغي ان يكون المتعلم للطب في جنسه
حراً [١] وفي طبعه
جيدا ،
[١] هذا الشرط لا
معنى له اسلامياً ، الا اذا كان العبد لا يستطيع ان يقوم بوظيفته بالشكل المناسب.