نام کتاب : مسكّن الفؤاد عند فقه الاحبة والاولاد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 87
فصل :
في ذكر جماعة من السلف ، نقل
العلماء رضاهم بالقضاء مضافاً إلى ما تقدّم
إعلم أنّ أكثر ما أوردناه في باب الصبر
عن جماعة الأكابر تضمّن الرضا بالقضاء ، بخصوص موت الولد ونحوه ، ولنذكر هنا
اُموراً عامة :
لمّا اشتد البلاء على أيوب عليهالسلام قالت امرأته : ألا تدعو ربّك ، فيكشف
ما بك؟ فقال لها : « يا امرأة إنّي عشت في الملك والرخاء سبعين سنة ، فأنا أريد أن
أعيش مثلها في البلاء ، لعلّي كنت أدّيت شكرما أنعم الله عليّ ، وأولى بي الصبر
على ما أبلى » [١].
وروي أن يونس عليهالسلام قال لجبرئيل عليهالسلام : « دلّني على أعبد أهل الأرض » ،
فدلّه على رجل قد قطع الجذام يديه ورجليه ، وذهب ببصره وسمعه ، وهو يقول :
إلهي! متّعتني بهما ما شئت ، وسلبتني
ماشئت ، وأبقيت لي فيك الأمل ، يابرٌّيا وصول [٢].
وروي أنّ عيسى عليهالسلام مرّ برجل أعمى أبرص مقعد مضروب الجنبين
بالفالج ، وقد تناثر لحمه من الجذام ، وهو يقول : الحمدلله الذي عافاني مما ابتلى
به كثيراً من خلقه.
فقال له عيسى عليهالسلام : « يا هذا ، وأي شيء من البلاء أراه
مصروفاً عنك؟ ».
فقال : يا روح الله ، أنا خير ممّن لم
يجعل الله في قلبه ما جعل في قلبي من معرفته.
فقال له : « صدقت ، هات يدك » فناوله
يده ، فإذا هو أحسن الناس وجهاً ، وأفضلهم هيئة ، قد أذهب الله عنه ما كان به ،
فصحب عيسى عليهالسلام ، وتعبد معه
[٣].
وقال بعضهم ، قصدت عبادان [٤] في بدايتي ، فإذا أنا برجل أعمى مجذوم
مجنون
[١] روي باختلاف في
ألفاظ في تنبيه الخواطر ١ : ٤٠ ، وارشاد القلوب : ١٢٧.