وعنه عليهالسلام قال : « في ما أوحى الله عزوجل إلى
موسى عليهالسلام : يا موسى
بن عمران ، ما خلقت خلقاً أحب إلي من عبدي المؤمن ، فإني إنما أبتليه لما هو خير
له ، وأعافيه لما هو خير له ، وأزوي عنه لما هو خير له ، وأنا أعلم بما يصلح عليه
عبدي ، فليصبر على بلائي ، وليشكر نعمائي وليرض بقضائي ، أكتبه في الصديقين عندي ،
إذا عمل برضاي ، وأطاع أمري » [٢].
وقيل للصادق عليهالسلام : بأي شيء يعلم [٣] المؤمن بأنه مؤمن؟ قال : « بالتسليم
لله ، والرضا فيما ورد عليه من سرور أو سخط » [٤].
وروي في الإسرائيليات : أن عابداً عبد
الله تعالى دهراً طويلاً ، فرأى في المنام : فلانة رفيقتك في الجنة ، فسأل عنها ،
واستضافها ثلاثاً لينظر إلى عملها ، فكان يبيت قائماً ، وتبيت نائمة ، ويظل صائماً
، وتظلّ مفطرة ، فقال لها : أما لك عمل غير ما رايت؟ فقالت : ما هو والله غير ما
رأيت ، ولا أعرف غيره ، فلم يزل يقول : تذكري ، حتى قالت : خصيلة واحدة ، هي إن
كنت في شدة لم أتمن أن أكون في رخاء ، وإن كنت في مرض لم أتمن أن أكون في صحة ،
وإن كنت في شمس لم أتمنّ أن أكون في الظل ، فوضع العابد يديه على رأسه ، وقال :
أهذه خصيلة؟ هذه ـ والله ـ خصلة عظيمة يعجز عنها العباد.