وقال الصادق عليهالسلام : « صفة الرضا أن ترضى المحبوب
والمكروه ، والرضا شعاع نور المعرفة ، والراضي فان عن جميع اختياره ، والراضي
حقيقة هو المرضي عنه ، والرضا اسم يجمع فيه معاني العبودية ، وتفسير الرضا سرور
القلوب.
سمعت أبي محمد الباقر عليهالسلام يقول : تعلق القلب بالموجود شرك ،
وبالمفقود كفر ، وهما خارجان عن سنة الرضا ، وأعجب ممن يدعي العبودية لله كيف
ينازعه في مقدوراته؟! حاشا الراضين العارفين عن ذلك ».
وروي : أن جابر بن عبد الله الانصاري ـ رضياللهعنه ـ ابتلي في آخر عمره بضعف الهرم والعجز
، فزاره محمد بن علي الباقر عليهالسلام
، فسأله عن حاله ، فقال : أنا في حالة أحب فيها الشيخوخة على الشباب ، والمرض على
الصحة ، والموت على الحياة.
فقال الباقر عليهالسلام : « أما أنا يا جابر ، فإن جعلني الله
شيخاً أحب الشيخوخة ، وإن جعلني شاباً أحب الشيبوبة [٢] ، وإن أمرضني أحب المرض ، وإن شفاني
أحب الشفاء والصحة ، وإن أماتني أحب الموت ، وإن أبقاني أحب البقاء ».
فلما سمع جابر هذا الكلام منه قبل وجهه
، وقال صدق رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فإنه قال : « ستدرك لي ولداً اسمه اسمي ، يبقر العلم بقراً كما يبقر الثور الارض
» ولذلك سمي باقر علم الأولين والآخرين ، اي شاقه.
وروى الكليني بإسناده إلى أبي عبد الله عليهالسلام ، أنه قال : « رأس طاعة الله الصبر
والرضى عن الله فيما أحب العبد أو كره ، ولا يرضى عبد عن الله فيما أحب وكره ، إلا
كان خيراً له فيما أحب أو كره » [٣].
وبإسناده عنه عليهالسلام قال : « أعلم الناس بالله ـ تعالى ـ
أرضاهم بقضاء الله ـ عزوجل ـ » [٤].
وبإسناده عنه عليهالسلام قال : « قال الله تعالى : عبدي المؤمن
لا أصرفه في شيء إلا جعلته خيراً له ، فليرض بقضائي ، وليصبر على بلائي ، ويشكر
نعمائي ، أكتبه