نام کتاب : مسكّن الفؤاد عند فقه الاحبة والاولاد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 76
وعنه : أنه خرج إلى اليمن ، فنزل على
امرأة لها مال كثير ورقيق وولد وحال حسنة ، فاقام عندها مدة ، فلما أراد الرحيل
قال : إلك حاجة؟ قالت : نعم ، كلما نزلت هذه البلاد فانزل علي.
وإنه غاب اعواما ، ثم نزل عليها ،
فوجدها قد ذهب مالها ورقيقها ، ومات ولدها ، وباعت منزلها ، وهي مسرورة ضاحكة ،
فقال لها : أتضحكين مع ما قد نزل بلك؟ فقالت : يا عبد الله كنت في حال النعمة في
أحزان كثيرة ، فعلمت أنها من قلة الشكر ، فأنا اليوم في هذه الحالة أضحك شكراً لله
تعالى على ما أعطاني من الصبر.
وعن مسلم بن يسار قال : قدمت البحرين
فأضافتني امرأة لها بنون ورقيق ومال ويسار ، وكنت أراها محزونة ، فغبت عنها مدة طويلة
، ثم أتيتها فلم أر ببابها إنساً ، فاستأذنت عليها ، فإذا هي ضاحكة مسرورة ، فقلت
لها : ما شأنك؟ قالت : إنك لما غبت عنا لم نرسل شيئاً في البحر إلا غرق ، ولا
شيئاً في البر إلا عطب ، وذهبت الرقيق ، ومات البنون ، فقلت لها : يرحمك الله ،
رأيتك محزونة في ذلك اليوم ، ومسرورة في هذا اليوم ، فقالت : نعم ، إني لما كنت
فيما كنت فيه من سعة الدنيا ، خشيت أن يكون الله تعالى قد عجل لي حسناتي في الدنيا
، فلما ذهب مالي وولدي ورقيقي رجوت أن يكون الله تعالى قد ذخر لي عنده شيئاً [١].
وعن بعضهم قال : خرجت أنا وصديق لي إلى
البادية ، فضللنا الطريق ، فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق فقصدنا نحوها فسلمنا ،
فإذا بامرأة ترد علينا السلام ، وقالت : ما أنتم؟ قلنا : ضالون فأتيناكم فاستأنسنا
بكم ، فقالت : يا هؤلاء ، ولّوا وجوهكم عنّي ، حتى أقضي حقكم ما أنتم له أهل ،
ففعلنا ، فألقت لنا مسحاً ، وقالت : اجلسوا عليه إلى أن يأتي أبني.
ثم جعلت ترفع طرف الخيمة وتردها ، إلى
أن رفعته مرة فقالت : أسأل الله بركة المقبل ، أما البعير فبعير ابني ، وأما
الراكب فليس هو به ، قال : فوقف الراكب عليها ، وقال : يا اُم عقيل ، عظم الله
أجرك في عقيل ولدك ، فقالت : ويحك مات!؟ قال : نعم ، قالت : وما سبب موته؟ قال :
ازدحمت عليه الابل فرمت به في البئر فقالت : انزل واقض ذمام القوم ، ودفعت إليه
كبشاً فذبحه وأصلحه ، وقرب إلينا الطعام ، فجعلنا نأكل ، ونتعجب من صبرها.