نام کتاب : مسكّن الفؤاد عند فقه الاحبة والاولاد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 28
وأوحى الله تعالى إلى بعض الصديقين : «
إن لي عباداً من عبادي ، يحبوني واُحبهم ، ويشتاقون إلي وأشتاق إليهم ، ويذكروني
وأذكرهم ، فإن أخذت طريقتهم وأحببتك ، وإن عدلت عنهم مقتك.
فقال : يارب وما علامتهم؟
قال : يراعون الظلال بالنهار ، كما
يراعي [ الراعي ] [١]
الشفيق غنمه ، ويحنون إلى غروب الشمس ، كما تحن الطير إلى أوكارها عند الغروب ،
فإذا جنهم الليل ، وأختلط الظلام ، وفرشت الفرش ، ونصبت الأسرة ، وخلا كل حبيب
بحبيبه ، ونصبوا إلي أقدامهم ، وافترشوا لي وجوههم ، وناجوني بكلامي ، وتملقوني
بإنعامي ، ما بين [٢]
صارخ وباك ، وما بين متأوه وشاك ، وبين قائم وقاعد ، وبين راكع وساجد ، بعيني ما
يتحملون من أجلي ، وبسمعي ما يشكون من حبي ، اقل [٣] ما أعطيهم ثلاثاً :
الاول : أقذف من نوري في قلوبهم ،
فيخبرون عني ، كما اُخبر عنهم.
والثاني : لو
كانت السماوات والأرضون [٤]
وما فيهما في موازينهم ، لا ستقللتها لهم.
والثالث : أقبل بوجهي عليهم ، أفترى من
أقبلت بوجهي عليه ، يعلم أحد ما أريد أن أعطيه » [٥].
وها هنا نقطع الكلام في المقدمة ، ونشرع
في الأبواب :