نام کتاب : مسكّن الفؤاد عند فقه الاحبة والاولاد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 22
أفضل من سبعين ولداً
يبقون بعده ، يدركون القائم عليهالسلام
» [١].
واعتبر أنه لو
قيل : إن رجلاً فقيراً معه ولد عليه خلقان [٢]
الثياب ، قد أسكنه في خربة مقفرة ذات آفات كثيرة ، وفيها بيوت حيات وعقارب وسباع
ضارية ، وهو معه على خطر عظيم ، فاطلع عليه رجل حكيم جليل ، ذو ثروة وحشمة [٣] وخدم وقصور عالية ورتب سامية ، فرق
لهذا الرجل ولولده ، فأرسل إليه بعض غلمانه : إن سيدي يقول لك : إني قد رحمتك مما
بك في هذه الخربة ، وهو خائف عليك وعلى ولدك ( من العاهات ) [٤] ، وقد تفضلت عليك بهذا القصر ، ينزل به
ولدك ، ويوكل به جارية عظيمة من كرائم جواريه تقوم بخدمته إلى ان تقضي أنت أغراضك
التي في نفسك ، ثم إذا قدمت ، وأردت الإقامة أنزلتك معه في القصر ، بل في قصر ، بل
في قصر أحسن من قصره.
فقال الرجل الفقير : أنا لا أرضى بذلك ،
ولا يفارقني ولدي في هذه الخربة ، لا لعدم وثوقي بالرجل الباذل ، ولا زهداً مني في
داره وقصره ، ولا لأماني على ولدي في هذه الخربة ، بل طبعي اقتضى ذلك ، وما أريد
أن أخالف طبعي.
أفما كنت ـ أيها السامع لوصف هذا الرجل
ـ تعده من أدنياء السفهاء وأخساء الأغبياء؟! فلا تقع [٥] في خلق لا ترضاه لغيرك ، فإن نفسك أعز
عليك من غيرك.
واعلم ان لسع الافاعي ، وأكل السباع ،
وغيرهما من آفات الدنيا لا نسبة لها إلى أقل محنة من محن الآخرة المكتسبة في
الدنيا ، بل لا نسبة لها إلى إعراض الحق [٦]
سبحانه ، وتوبيخه ساعة واحدة في عرصة القيامة ، أو عرضة واحدة على النار مع الخروج
منها بسرعة.
فما ظنك بتوبيخ يكون ألف عام ، أو
أضعافه ، وبنفحة من عذاب جهنم يبقى ألمها ألف عام ، ولسعة من حياتها وعقاربها يبقى
ألمها أربعين خريفاً! وأي نسبة لأعلى قصر في دار الدنيا ، إلى أدنى مسكن في الجنة!
وأي مناسبة بين خلقان الثياب في الدنيا