نام کتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي نویسنده : الحلي، الشيخ عزّ الدين جلد : 1 صفحه : 386
الكتاب والسنّة ،
وليس فيه منافاة للعقول المستصبحة بنور هدى آل محمّد صلوات الله عليه وعليهم ،
وعلومهم التي خصّهم بها ربّهم ، وأمر من سواهم بسؤالهم كما قال تعالى ( فاسئلوا
أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )[١] فهم أهل
الذكر ، والذكر هنا محمّد صلىاللهعليهوآله
بنصّ الصادق عليهالسلام[٢] ، وهو التصديق بقضاء الله وقدره والرضا
بهما ، ففي الحديث القدسي المرويّ : « من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي ولم
يشكر على نعمائي فليتخذ ربّاً [٣]
سواي » [٤]وهو
من أسرار الله سبحانه التي لم يطّلع عليها سواه ، أو من أراد من حججه من أراد.
[ ٤٤٢ / ٤ ] وبالإسناد
المتقدّم المتصل إلى الصدوق محمّد بن علي بن بابويه رحمهالله
عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال في القدر : « ألا إنّ القدر سرّ من
سرّ الله ، وستر من ستر الله ، وحرز من حرز الله ، مرفوع في حجاب الله ، مطويّ عن
خلق الله ، مختوم بخاتم الله ، سابق في علم الله ، وضع الله العباد عن علمه ،
ورفعه فوق شهاداتهم ومبلغ عقولهم ؛ لأنّهم لا ينالونه بحقيقة الربانيّة ، ولا
بقدرة الصمدانيّة ، ولا بعظمة النورانيّة ، ولا بعزّة الوحدانية ، لأنّه بحر زاخر
خالص لله عزّ وجلّ ، عمقه ما بين السماء والأرض ، عرضه ما بين المشرق والمغرب ،
أسود كالليل الدامس ، كثير الحيّات والحيتان ، يعلو مرّة ، ويسفل اُخرى ، في قعره
شمس تضيء ، ولا ينبغي أن يطّلع إليها إلاّ الواحد الفرد ، فمن تطلّع إليها فقد
ضادّ الله في حكمه ، ونازعه في